“من بين ثنايا الـماضي” معرض يمزج بين مباني البلدة القديمة والفن الـمعماري

 افتتح مركز عمارة التراث في أحد البيوت التاريخية بمدينة غزة القديمة، معرضاً فنياً أطلق عليه اسم: “من بين ثنايا الـماضي”.
ويضمّ الـمعرض العشرات من اللوحات الفنية للبيوت القديمة في مدينة غزة، أعدها طلبة مساقات الرسم الحر، والرسم باستخدام الحاسوب، وإعداد الـمجسمات، وهي مساقات يطرحها قسم الهندسة الـمعمارية بكلية الهندسة بالجامعة، وتستمر أعماله في منزل عائلة الغلاييني بالقرب من حمام السمرا في البلدة القديمة حتى نهاية الأسبوع الحالي.
وأكد محمود البلعاوي نائب مدير مركز عمارة التراث أن دور الجامعة الإسلامية يتعدى تقديم خدمة التعليم العالي إلى الاهتمام بالـمجتمع، وخدمة قضاياه، والـمساهمة في تلبية احتياجاته، ووضعها في الاتجاه الصحيح، لافتاً إلى أن مركز عمارة التراث بكلية الهندسة في الجامعة الإسلامية يعمل باجتهاد لإثارة العديد من القضايا الـمجتمعية، وإيجاد تفاعل بين الـمجتمع والطلبة، فضلاً عن أنه يتيح مناخاً صحيحاً حتى يتقدم في هذا الجانب.
وأوضح البلعاوي: أن اختيار مكان الـمعرض في أحد البيوت الأثرية الـمهجورة بالبلدة القديمة بغزة، يأتي في سياق البحث، وبيان إمكانية استخدامه بعد ترميمه، علاوة على التأكيد لأهل البلدة القديمة في مدينة غزة امتلاكهم موروثاً يجب الحفاظ عليه، مؤكداً أهمية السياحة الثقافية والـمعمارية في البيوت القديمة.
ودعا الـمهتمين لإعداد أبحاث تطبيقية ودراسات علـمية، إضافة إلى الحفاظ على النسيج الـمعماري للبلدة، مشيداً بدور آل الغلاييني وممثليهم لـمساهمتهم في إعداد الترتيبات الخاصة بإقامة الـمعرض في داخل منزلهم.
وكان الـمركز أتم إعداد الدراسات الفنية لعدة مواقع في قطاع غزة، وأرشيفاً يضم معلومات عن الـمناطق الأثرية في القطاع، مزوداً بالصور الفوتوغرافية، وعقد العديد من الدورات بالتعاون مع الـمؤسسات الثقافية والإقليمية.
وأشارت الـمهندسة نشوى الرملاوي رئيس اللجنة التحضيرية للـمعرض إلى أن الهدف من الزيارات الـميدانية للـمنازل والأماكن الأثرية ينطلق من العمق الذي تكتسبه تلك الأماكن، وصولاً إلى مرحلة تكوين طابع مميز من خلال بصمة واضحة تترك موروثاً قوياً يستحق الخلود. مؤكدة أهمية ربط الـماضي بالحاضر، وكيف أن الحضارة والثقافة تمتدان بعمر أجيال سواء كان ذلك في أسلوب الحياة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية.
وأوضح أبو شاهين الغلاييني مضيف الـمعرض: أن البيت الذي أقيم فيه الـمعرض يعود إلى الجد الثامن له، و يقع في شارع الغلاييني، الذي كانت تسكنه قرابة 90% من أبناء العائلة، الذين كانوا يعملون بالتجارة، وبعد الخمسينيات بدأ سكان الشارع ينتقلون إلى أماكن أخرى بحكم طبيعة الأعمال التي كانوا يقومون بها داعياً وزارة السياحة والآثار إلى أخذ دورها فيما يخص منع بيع هذه البيوت.
ودعا الـمختصون والأكاديميون والـمؤرخون الذين زاروا الـمعرض إلى الاهتمام بالـمعالـم والآثار بمظاهرها الـمختلفة، داعين وزارة السياحة والآثار إلى أخذ دورها في الحفاظ على الطراز الـمعماري الأثري لغزة لـما تمثله من وثيقة دامغة على هوية هذه الـمقدرات.