نجحت فلسطين في إقناع المنظومة الدولية بإضافة قرية (بتّير) على لائحة التراث العالمي وذلك في اجتماع اليونسكو في دورته الحالية ال 38 والمنعقدة في العاصمة القطرية, ما يعني أن اليونسكو ستكون مسؤولة عن حمايتها كتراث يتمتع بقيمة استثنائية عالمية. وجاءت نتيجة التصويت بتأييد 11 دولة ومعارضة 3 وامتناع 7 دول عن التصويت. وبهذا تكون بتير هي الموقع الثالث المدرج لفلسطين ضمن قائمة التراث العالمي.
قرية بتير تتميز بموقع جغرافي فريد حيث لا تبعد سوى بضعة كيلومترات جنوب غرب القدس، في الأراضي الجبلية بين نابلس والخليل، وهي تتبع حالياً محافظة بيت لحم. ولا تزيد مساحتها على12 ألف دونم, وتمتاز القرية بعيونها العديدة كعين البلد وعين جامع وعين عمدان وعين المصري, وتمر بها سكة حديد القدس – يافا- الحجاز، التي بنيت خلال العهد العثماني في أوائل القرن العشرين.
تتمثل القيمة الاستثنائية للقرية ذات المياه الوفيرة والطبيعة الخضراء الجذابة في المنظر الطبيعي لتلالها الذي يتضمّن سلسلة أودية زراعية تعرف باسم “وديان” وتتميّز بمدرّجات حجرية للري وأخرى مزروعة كروماً وأشجار زيتون. وأبرز مكوناتها الخربة والزيتون الرومي وينابيع المياه, ومنظومة ري نادرة وقنوات الري التقليدية التي تعود للعصر الروماني والسلاسل الحافظة للتربة. واستند تطوّر هذه المدرّجات المزروعة في إطار بيئة جبلية، تغذيها مصادر المياه الجوفية, والمياه التي يتم جمعها بفضل هذه الشبكة تُوَزَّع بموجب نظام توزيع تقليدي منصف ومتوافق عليه بين عائلاتها الثماني لري مزروعاتها في قطع شبه متساوية من الأراضي, حيث تعتبر المدرجات الزراعية والمواقع الأثرية والمشهد الثقافي الطبيعي المميز لهذه المنطقة مثالاً حياً على نشاط الإنسان عبر آلاف السنين.
تقدمت فلسطين بملف طارئ لإدراج قرية بتير على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر لدى منظمة اليونسكو باعتباره تعرض للضرر بسبب مخطط الاحتلال لإقامة جدار الفصل الذي سيفصلها عن القدس, حيث أن إقامة الجدار في هذه المنطقة سيؤدي إلى تدمير هذا الإرث الحضاري وأن المدرجات الزراعية مهددة بالانهيار فيما لو باشرت الآليات الاسرائيلية أعمال الحفر والتنقيب في المنطقة الأمر الذي سيؤدي إلى إلحاق ضرر جسيم لنظام الري الخاص في القرية والذي يتم استخدامه منذ مئات السنين.
هذا وقد فازت القرية في أبريل 2013 بجائزة “ميلينا كوري” للحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي التي تقدمها منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، وذلك من بين ثلاثين موقعاً عالمياً شاركت في المسابقة.